شركة جريس لاند لخدمات الشحن
شركة جريس لاند لخدمات الشحن
*لسان الحال*
.jpg)
- Auth admin
- 10 Jul, 2023
- 401
شركة شحن
*فلتذهب دارفور الى النعيم(١)*
د. مصطفى محمد مصطفى
بعيدا عن العواطف وبنظرة عقلانية وواقعية قابلة للاخذ والرد أعتقد أنه بوسعنا القول أننا ظللنا فرحين بأننا نعيش في بلد المليون ميل منذ الاستقلال وحتى إنفصال الجنوب، وطيلة هذه السنوات التي تجاوزت الخمسين عاما كنا نعيش في فقر مدقع ومرض وجهل وحروب، يُولد المولود منا في اسواء ظروف الولادة وينشأ في اكثر البيئات تعفناً ثم يغادر الحياة مغبوناً اذا ان متوسط الاعمار عندنا بين الخمسين والسبعين وكل هذا ونحن نعيش في بلد المليون ميل بينما لاتتجاوز مساحة قطر بضع كيلومترات وشعبها مُترفٌ من المهد الى اللحد، وفي البحرين التي يمتد طولها بإمتداد مدرج مطار الخرطوم يعيش الناس في نعيم لا ينضب رغم قلة مواردها، واهل الكويت مترفين وفي سويسرا وبمساحة لاتتجاوز ال41 الف كيلومتر الا بقليل وعدد سكان أقل تقريبا من سكان ولاية الخرطوم ومتوسط عمر يتجاوز الثمانين عاما والناس فيها حالمون وينعمون بجنان الارض ومثلها الدنمارك وغيرها وكل هولاء لم تضق بهم الارض رغم صغرها بينما نحن في ارض المليون ميل نعيش حياتنا وهي بالمناسبة مرة واحدة اي ان فرصتك في الحياة لا تتكرر أقول نعيش هذه السنوات في شظف من العيش وخوف وهلع ومرض وجهل وتشرد ونزوح ودماء فلماذا كل هذا؟ ومافائدة المليون ميل بالنسبة لك شخصيا اذا كنت ستولد بها مستطيل الرأس بسبب سحبك بالجفت لعسر الولادة وظروفها البدائية وتنمو جائعا مريضاً منهكاً يلاحقك زويك للتعجيل بالزواج قبل ان تفقد قدرتك التناسلية آملين في الحصول على وريث لهذا الضنك المحض عسى ان يكون حظ الاجيال القادمة افضل وماذا يعنيك انت من القادم افضل اذا كنت قد دخلت الحياة وخرجت منها مكلوماً يقال في عزائك الحمد لله استراح واراح.
كل هذا قد حدث ويحدث لأننا فشلنا في تطويع التنوع الاثني الذي وضعه لنا المستعمر كعقبة من خلال خريطة جغرافية هو يعلم مألاتها، واراد ان يشغلنا بمحاولة تطويعها لصالحنا وعلى حد علمي لم يكن التنوع الاثني حافزا للتطور في اي مكان في العالم كما يدعي المثقفون بل الانسجام العرقي هو محور التقدم ولكم ان تدرسوا شعوب العالم على عجالة لتعرفوا من المتطور ومن المتخلف. وربما اراد لنا المفكرون من اسيادنا المستعمرين ان نتمترس خلف جهلنا وتخلفنا فأخترعوا لنا مصطلح العنصرية حتى يحاكمونا به كلما تحدثنا عن امر الانسجام العرقي ومدى تأثيره الايجابي في تطور الشعوب.
ولا اقول هنا ان اهل الجنوب كانوا متخلفين لذلك عطلوا حركة تطورنا بل ربما كنا نحن سببا في تخلف البلاد ومثل هذا الكلام يُقال عن دارفور فربما يكون حالهم افضل اذا سنحت لهم الفرصة في ان يديروا شأنهم سيما وانهم اصحاب حضارات قديمة وممالك عريقة يستطيعون ان يستمدوا من تراثها ما يعينهم على التخطيط لمستقبلهم رغم علمي التام بأن الوسط والشمال لم يتدخلوا في ادارة هذا الاقليم منذ الاستقلال وحتى يومنا الحاضر من عهد السلطان سليمان سولنج وحتى علي دينار في العهد القديم ومن ايام احمد ابراهيم دريج في منتصف 1977 مرورا بعهدي التجاني السيسي 1988 والسيسي 2011 وصولا الي السيد مناوي منذ العام 2021 وحتى اليوم ومع ذلك ظلت دارفور العنصر الاساسي في تدهور كافة ارجاء السودان لا لشئ الا لأن اهل دارفور لايستطيعون العيش في ظل هذا التنوع وينظرون الي الشمال بريبة وفقدان تام للثقة أوجدها مثقفوهم الذين كان حريا بهم عكس ذلك، ثم تطور الامر الى ان جعلوا من الشمال والوسط شماعة يعلقون عليها فشلهم في ادارة ولاياتهم واخذوا يتحدثون عن الهامش وهم يفهمون الهامش على انه الاطراف ولايعلمون ان الهامش يمكن ان يكون وسطا.
(نواصل)
شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *