:

شر الناس من تطفل على خصوصية الاخرين 

top-news
شركة شحن

فى الواقع

رغم انها مشرفة عمال فى ذلك المرفق الهام الا انك ان نظرت لها فى ملبسها وطريقة كلامها وتعاملها مع من هم تحت ادراتها تحس بانك امام زولة (مديرة ) كبيرة ورغم ان الحدود والفواصل واضحة وضوح الشمس لها فى ادارة مهامها وعلاقتها المفروض تكون مع الاخرين لكنك عندما تجلس لتسمع حديثها او حديث الاخرين عنها تجد نفسك قد تعرفت على شخصية غريبة الطباع اطلقت لنفسها شراع  هوى النفس وحب الثرثرة والفضول مما اصبح الكل يتململ منها ! فالمرفق التى هى فيه مرفق خدمى صحى كبير لمستشفى حكومية ويضم بداخلة كل الوان الطيف فيه الطبيب والطبيبة وفيه الممرض والممرضة وفنى الاشعة والمشرفين وعمال النظافة وموظفى التغذية وكثير كثير مثل هؤلاء وكلا منهم مشغول بمهام حددت له لاداء واجبه ويعرف الحد الذى يقف فيه باستثاء  (مريم ) فهى تعيش بينهم  للفارغة تتطفل على خصوصية كل هؤلاء تناقش طبيبة حديثة التخرج وتسالها الجابك منو لينا هنا ؟ وقريتى وين ؟ وخطيبك اسمو منو وشغال شنو ؟ وتلاحق دكتور (رامى ) الرزين وتسالة عن سر اهتمامه بسستر  (رشا ) وحايمشى لاهلا متين يتقدم ؟؟ تدخل نفسها حتى فى الاشياء الخاااصة وتسال معظهم السؤال الذى يضايق الجميع  (ماهيتك كم ؟) واصبحت معروفة للجميع انها حشرية وماعندها موضوع ويتحاشها الجميع ويتضايق منها الكثرون وتلك ظاهرة من اهم الظواهر السالبة فى مجتمعنا السودانى  و هى من الظواهر السلبية التى تنامت واستمرت في مجتمعنا السودانى العريق ؛ الا انها كالمد والجزر تنتشر وتشتد تارة و تتقلص وتنكمش تارة أخرى حسب الظروف التاريخية وإفرازاتها وتأثيراتها في المجتمع و ظاهرة ((الفضول و التطفل على حياة الغير )) من المشكلات الاجتماعية و الأخلاقية المزمنة و المنتشرة في أرجاء الوطن منذ القدم ,فهي مرتبطة بالوضع الأخلاقي والحضاري العام الذي يسود البلدان العربية التي تؤثر فينا ونؤثر فيها بصورة متبادلة وان كان تأثيرثقافة العرب والتى ارتبطت (بالحشير والتدخل والفضول )  وهى اكبر وأكثر تأثيرا على  المجتمع السودانى خاصة  في الأوساط الاجتماعية المحافظة ؛ ورغم ذلك هذا لا يعني ان العرب والسودانين  هم المتصفون وحدهم بهذه الصفة الذميمة دون باقي الأمم والشعوب الأخرى ؛ إذ أن هذه الصفة موجودة في كافة المجتمعات البشرية , لكنها تختلف من مجتمع لأخر شدة وضعفا وفقا للمستوى الحضاري والثقافي لهذا البلد أو ذاك !! وحيث أن انتشار هذه الظاهرة دليل على الانحطاط الأخلاقي وانحدار المستوى الحضاري والثقافي , لأنها من أسوء العادات ومن أقبح الأفعال و التصرفات ولطالما تضايق الناس منها وهى ينزعج منها وتكدر مزاج الجميع  , فالإنسان مهما علا شأنه أو صغر يحاول جاهدا كتم أسراره والمحافظة على خصوصياته وحماية شؤونه من تطفل الآخرين وتدخل الفضوليين ؛ وهذا بلا ريب حقٌ من حقوقه المشروعة التي كفلتها له الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ؛ فقد شرعت القوانين الصارمة في بعض دول العالم المتحضرة لمحاسبة المتطفلين وتعريضهم للمسآلة القانونية لأجل صيانة شؤون الناس وحماية حياتهم الخاصة من عبث المتطفلين وتدخل الفضوليين الذين يندفعون كالسيل الجارف الذي يحطم كل سدود الخصوصيات و أسوار الشؤون الشخصية كي ينتهكوها ويدخلوا حصونها ومن ثم يسحقوها بأقدامهم الهمجية ؛ فهؤلاء لهم رغباتٌ عجيبةٌ و دوافعٌ غريبةٌ تدفعهم قسرا لاقتحام حياة الآخرين واستطلاع أحوالهم واكتشاف أسرارهم ,فهذا النوع من الناس مصاب بداء الفضول وفايروس التطفل , وبالتالي أصبحت عقولهم لا تعي وأذهانهم لا تستوعب حقيقة هذه الصفة الأخلاقية الحقيرة والظاهرة الاجتماعية المنحطة ويتعاملون معها على أنها ظاهرة طبيعية وصفة غير مرضية ,دون ان يدركوا أنها اعتداء صارخٌ وانتهاك فاضحٌ لحريات الآخرين وحقوقهم ؛ فالفضولي عندما يكتشف أسرار الناس ويطلع على احوالهم الخاصة فأنه يتسبب في هدر كرامتهم وجرح شعورهم وتهديد حياتهم وأمنهم ؛ من هذا تعلم بأن شر الناس من تطفل على حياة الناس , فالمتطفلون تفكيرهم محدود ومنغلق و لا يشعرون بالقيم الأخلاقية المعاصرة ولا يستشعرون المبادئ الإنسانية الراقية ولا يتماشون مع التطور والتمدن والتقدم الحاصل في المسيرة البشرية الصاعدة ؛ فهم في واد والحضارة والرقي الأخلاقي في واد أخر, فهؤلاء لا يحترمون القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية ويعتبرونها مجرد شعارات فارغة لاقيمة لها ولا وزن , ونظرتهم الشاذة هذه نابعة من جهلهم بالحقيقة  والمقولة العامة (حريتنا ينبغي أن تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين , وان التعامل مع الغير له ضوابط شرعية و قانونية وأخلاقية يجب الالتزام و التقيد بها ؛ كي ينعم المجتمع بالسعادة والوئام والسلام  ! فمريم رمزية الاسم والطباع شكل مكرر فى مجتمع نحرص ان يكون غير ما تسعى له (مريما )  ونتعشم ان تكون بيننا (مريم الاخرى ) بلاء فيروس تطفل او داء فضول لنعيش فى تعافى تام .

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *