*لسان الحال* *هل تحييد بعض فئات الشعب في ثورة ديسمبر مصادفة؟*

- Super Admin
- 30 Nov, -0001
- 235
د. مصطفى محمد مصطفى
كنت قد نشرت قبل فترة تغريدة صغيرة على صفحتي في الفيس بوك قلت في فحواها ان على الاباء والامهات ان يخرجوا جميعا ويلتحفوا الرصيف ويلتحموا مع ابنائهم دعما لثورة ديسمبر المجيدة وان هذه الثورة وان كانت شبابية في طابعها الا ان القضايا التي اشعلتها تهم كافة فئات المجتمع، وان شعارات الثورة تعالج قضايا الجميع وحاولت ان اشرح ان استشهاد الشباب تحت رصاص القناصين من الفلول والقوات النظامية والمرتزقة يمس امهاتهم وابائهم بل واسرهم الممتدة علاوة على ان الوضع الاقتصادي الذي اوصلتنا اليه الانقاذ لم يستثني احدا من الشباب والشيوخ سوى اعضاء المؤتمر الوطني والمنتفعين معهم.
وقد جأءت ردود افعال العاطفين قاسية وتعليقاتهم بلا معنى لانها نشأءت عن سوء فهم عميق وجهل لانهم لم يدركوا حجم الرسائل السالبة التي ظل اعوان النظام البائد يروجون لها عبر المنابر المختلفة وخاصة تلك التي بثها ادعياء التدين وقصيري النظر ممن يعتلون منابر المساجد وعبر اليوتيوب من امثال شيخ تف الذين نفثوا وما زالوا ينفثون سمومهم ليخدموا الثورة ويبيحوا دماء الشباب على ايدي السفاحين بعد ان وصموهم بالمساطيل والشيوعيين ومروجي المخدرات فجعلوا اصحاب الهوس الديني من حملة السلاح يجتهدون في ابادة الشباب علهم بذلك يتقربون الى الله زلفى وشجعوا محترفي القتل على التمادي بعد ان وجدوا ركنا ركينا يسندون اليه ظهورهم وافرغوا بذلك الثورة من مرتكزاتها المجتمعية ومن اسبابها الموضوعية وجعلوا الاباء والامهات يتأففون من المشاركة فيها علهم بذلك يبعدون عنهم هذه الصفات رغم انهم يعانون ويكدحون في كسب قوت يومهم واعالة اسرهم ليلا ونهارا دون جدوى.
نعم كلنا نوقر ابائنا وامهاتنا ونتمنى لهم السلامة ولكن تحييدهم عن الخروج والاسهام في الثورة قصم ظهرها فاصبحوا يعانون الامرين اذ ان حياتهم اصبحت في ضيق شديد بفعل التدمير الممنهج لمواردنا ومشاريعنا الذي قامت به الانقاذ وممارسات النهب اليومي المستمر لثروات البلاد.
لقد راجعت قائمة شهداء ثورة اكتوبر1964 فوجدت المسجلين منهم 39 شهيدا جلهم من الرجال ومنهم الشباب وراجعت شهداء انتفاضة ابريل على قلتهم لكن اولهم كان طبيبا وهو محمد حسن احمد المعروف بشهيد الشجرة وجل الذين تم اعتقالهم واُفرج عنهم من سجن كوبر بعد ما عُرف بمسيرة يوم الردع التي سيرها انصار النميري كانوا من شيوخ العمل السياسي.
اذا الثورة ثورة شعب ولايجب الركون الى تحييد الكبار عنها.
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *