صوت القلم د. معاوية عبيد مستشفي الدامر.. معاني لا مباني

- Auth admin
- 06 Dec, 2023
- 458
تتضافرت جهود أبناء الدامر الوافدين من الخرطوم وساعدهم اهل البلد شيباً وشباباً نساءً ورجالاً ، تجمعوا كلهموا و عملوا علي إحياء تراث قد اندثر ( النفير ) وقصدوا العديد من المباني وهم بذلك قد عملوا علي إحياء كثير من معاني التكافل و التراحم و التعاضد و العمل الجماعي ،حيث بدأوا نفيرهم بمستشفي الدامر ذلك المستشفي العريق الذي شيده الرجل الاداري الفذ حسين محمد احمد شرفي محافظ مديرية النيل في سبعينيات القرن الماضي ، وقد وضع بصماته الإدارية الناجحة علي العديد من المرافق الصحية و التعليمية ( مستشفي الدامر، دار الرياضة ، كلية المعلمات، مدرسة متوسطة بنين ، وغيرها من المباني التي خدمت ردحا من الزمان ولكن للأسف شاخت ! مستشفي الدامر واحدة من هذه المباني التي حملت كثير من المعاني في عنابرها وعياداتها وغرف عملياتها وصيدلياتها وطاقمها الطبي ، قادتني إليها حركة النفير التي نظمها شباب الدامر الذين شكلوا موجة هادرة من النشاط بقيادة الدكتور يوسف حسن النعيم ابن الاستاذ مربي الاجيال حسن النعيم و مؤلف كتاب ( الدامر يد سلفت ودين مستحق ) وكوكبة من ابناء دامر المجذوب تنادوا وتدافعوا لضخ الدماء في مستشفي الدامر ،الذي اكل عليه الدهر وشرب ، لكن رغم هذا ( يحي العظام وهي رميم ) ، وجد هؤلاء الفتية مساعدات من الخيرين و من حكومة الولاية لكنها ضئيلة بحجم هذا المستشفي التعليمي والخدمات التي يقدمها لرواده الذين يحجون إليه من كل فج عميق من حدود حاضرة الولاية التي تبدأ من ام الطيور شمالا غربياُ و منطقة شمالاً شرقيا حي العكد ، وحدودها جنوباً غربياً الجابراب وجنوباُ شرقياُ عند الضيقة بالاضافة لقاطني إحياء و قري نهر اتبرا وسيدون وأحياء المدينة المختلفة ، هذا المستشفي بها من الكوادر الطبية التي تشفي العليل من اول نظرة دعك من تقديم الخدمات بكل رحابة صدر وعلم وخبرة ، فعلا الطاقم الطبي في هذه المستشفي أدي ولاء القسم الطبي من خلال خدمته للمرضي بكل تجرد ونكران ذات ، اولئك الشباب يسهرون ليلا لراحة مرضاهم الذين استضافوهم للأسف علي أسرة اكل عليها الدهر وشرب رغم بادرة النفير ، حيوية واصالة اولئك الشباب لمحتها ونظرتها عندما كنت مرافقاً لوالدى متعة الله بالصحة والعافية ، الذي ظل حبيس هذا المستشفي لليلتين ، تجرعنا فيها مرارة الألم ، وتذوقنا فيها طعم حلاوة خدمة ملائكة الرحمة .
هل لديك تعليق؟
لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *