:

حربُ الفُجار

top-news
شركة شحن

لسان الحال

 
د. مصطفى محمد مصطفى
 الشعار الذي اتبناه على المستوى الشخصي كان وما زال وسيظل هو ( لا للحرب) ، نعم لا للحرب إبتداءً ولا للحرب عند وقوعها بل لا لفكرة الحرب من أساسها، وعندي من يسعون للحرب وان توفرت مسبباتها مع وجود امكانية بنسبة واحد بالمائة في عدم اشتعالها هم في العادة ليسو من ذوي النفوس السليمة، ويعانون من امراض لا تنتاب سوى الحيوانات المسعورة وليس الحيوانات المتوحشة التي تقاتل من أجل قوتها. ليس في حروبنا المعاصرة شجاعة وإقدام وإنما هي قذائف وصواريخ نطلقها بضغطة زر ونحن متخفين خلف جدار، ليس في حرب السودان الدائرة الان منتصر ومهزوم بل الجميع مهزومين وجبناء يقاتلون خوفا على أنفسهم لذلك تجدهم كالقط الذي تحاصره الكلاب في (زقاق)، هي حرب الفجار التي شهدتها الجاهليه بين كنانه وقبائل قيس حيث استحلوا فيها المحارم في الاشهر الحُرُم واستباحوا الاعراض وهم ابناء عمومه يرمي احدهم السهم فيصيب به ابن عمه. 
ثم ناصرهم الاجانب من القبائل ممن لهم رغبة في كنز الغنائم وأختلاس الارزاق لذلك إن قاتلت اخوك فلا تتعجب إن استدعى لنصرته الاغراب وجلب المرتزقة واستقوى بهم عليك، وانت سوف تفعل مثله وكلاكما ستصبحون (مسخرة)، هي الحرب حيث ان المبدأ الاساسي فيها وعمودها هو القتل واستباحة الدماء والاعراض، ليس في الحرب آسف ومعليش ولا يتم فيها تبادل المثلجات وعِلب الشيكولاته والمناديل المعطره، هي الحروب في تاريخها لا ينجو منها القوي ولا الضعيف ولا الرجال او النساء والاطفال والكل فيها خاسر. هي الحرب من إبتدرها حمل اوزارها وجنى ثمارها وعندي مقدماتها اولى من نتائجها فالذي يصب الحبوب في حجر الطاحونه لا يتوقع منه سوى الحصول على الدقيق. 
عندما يشتكي الناس من نهب بيوتهم اقول لهم هي الحرب، وعندما يشتكون من تناثر جثث زويهم اقول لهم هي الحرب، وعندما يشتكون من استباحة حرماتهم اقول لهم هي الحرب سواء كان بين مسلمين وكفارا او بين مسلمين ومسلمين اوبين طوائف الكافرين، ودنكم الحروب في عصرنا الحديث وتحت عين الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان حيث عبث الصرب بالبوسنيين والبوسنيات في حروب يوغسلافيا بين المسيحين والمسلمين وكلهم من عِرق واحد، ودنكم استباحة الكويت على يد ابناء عمومتهم وكلهم مسلمين وبعدها استباحة العراق على يد امريكا، وهي الحروب من دعا لها ودق طبولها واوقد نارها التهمته ولات حيث ندم. 
اوقفوا هذه الحرب اللعينة فكل ما طال امدها استشاط غضبها واشتد اوراها والحروب لا تأكل الا أبنائها. 
اوقفوا هذه الحرب فانه لو حققت لكم مصالح شخصية فإنها عار وسوف تلحقكم لعنتها الى يوم الدين. اوقفوها فالذين يقولون (بل بس) وهم يعيشون داخل السودان إنما يقولون بذلك لان افقهم مسدود ولايعرفون للنجاة سبيلا سوى الحرب، فهولاء يعلمون انهم خاسرون في حالة تحقيق إتفاق سياسي ويسعون الى نصر عسكري ولو هلك العباد وتبخرت البلاد ويعلمون ان لا منابر لهم الا اذا راكموا الجثث ليعتلوها، والذين يقولون (بل بس) وهم خارج السودان فإنه لا تبتل سوى حلوقهم بالعصائر والمشروبات الغازية وهم يرفلون في نعيم المهاجر والشقق المفروشة حتى اذا استيقظوا صاحوا فيكم (بل بس) ثم بلوا حلوقهم واطفئوا جوالاتهم بعد ارسلوا ارقام حساباتهم وتمددوا على اسرتهم الوثيرة وشدوا اغطيتهم وناموا.

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *