:

جريمة اسرية فى الزاكرة!

top-news
شركة شحن

 

 

 

بقلم/بدرالدين عبدالمعروف الماحى 

 

 

  فى زكرتى مخزون جيد من تفاصيل تلك الجريمة البشعة التى حدثت  فى احد قرى الجزيرة فى عام من  الاعوام الماضية تلك الجريمة البشعة التى ذهبت فيها اربع ارواح بشرية وكنت وقتها اعلم تفاصيل دقيقة عن ما حدث وخصوصية تفاصيلة لان ابنه الفقيده تقطن بالقرب من منزل شقيقتى الكبرى ولم اتحمس للكتابة فيه ثانى يوم للحادث لاعتبارات كثيره اهما ان الحادث كانت فيه صدمات وجرحات تمس اطراف كثيرة وتابعت تفاصيل الاحداث رغم عدم وجودى بالسودان وحزنت غاية الحزن عندما فؤجئت بأن ابن جارتى الذى لم يكمل ال25 عاما هو من قام بارتكاب تلك الجريمة النكراء بمعاونة اخرين فكان لابد لى بعد ان قرات مقال الدكتور عارف عوض الكركابى الكاتب المميزبالانتباهة وقد تناول الامر من منظور تربوى كان لابد لى من ان اجمع جملة من الافكار بحثا عن السلوك الاجرامى فالإنسان كائن مزدوج في طبيعته خلق من مادة وروح. وأودع فيه نوعان من القوى، نوع تأخذ بيده إلى الخير وأخرى تدفعه إلى الشر وهذه الحقيقة ذكرها القرآن الكريم ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) وقد نتج عن ذلك أن كان للإنسان نوعان من السلوك، ما يتفق مع الأخلاق والقانون والنظام وما يختلف عنها. وغالبا ما يمر كلا النوعين بمرحلتين مرحلة داخلية نفسية لا علاقة لها بالمادة وأخرى خارجية وذات طبيعة مادية تتحسسها الحواس.! وكثيرا ما تسبق المرحلة النفسية المرحلة المادية فلا يقوم الإنسان بتنفيذ عمل إلا بعد التصميم على القيام به. وتسبق كلا المرحلتين مرحلة تمهيدية فلا يصمم الإنسان على عمل شيء إلا بعدالتفكير به مليا، ولا يقوم بتنفيذه إلا بعد التمهيد لهذا التنفيذ والوصول إلى مبتغا    .   فالسلوك بشكل عام هو مجموعة الأفعال الداخلية ( الذهنية ) والخاجية التي بواسطتها يحقق الإنسان ما يريد خيرا ً فخير وإن شراً فشر. فمن يريد إقامة ملجئ للأيتام،  لابد أن يفكر في الموضوع مليا شراً فشر،   موازنا بين حسناته وسيئاته فإذا ما رجحت الحسنات ينتقل إلى مرحلة أخرى أكثر أهمية ألا وهي مرحلة التصميم والعزم على تنفيذ العمل.  ومتى بدأ بالتهيئة للتنفيذ فيكون قد انتقل من المرحلة النفسية إلى المرحلة التمهيدية لمرحلة التنفيذ، وهي إعداد وتحضير الوسائل الضرورية. وما أن يفرغ من التمهيد للمرحلة المادية حتى ينتقل الى تنفيذ العمل والوصول إلى النتيجة التي أرادها الفاعل  ما قيل بالنسبة للسلوك النافع يقال أيضا في السلوك الضار وما يهدف إليه. فلو أراد شخص قتل آخر يتعين عليه أن يفكر في الأمر، ويوازن بين ما يحقق رغباته ونزواته وبين ما يلحق به من إضرار. فإذا ما أوصله تفكيره إلى الإتيان بفعل القتل فانه ينتقل إلى مرحلة التصميم ليبدأ بعدها بتهيئة وتحضير الوسائل اللازمة للقيام بجريمة القتل مثل شراء سلاح والتدريب عليه، وما أن يفرغ من المرحلة الاخيرة   حتى يبدأ التنفيذ وقد يصل إلى النتيجة أو لا يصل ومفهوم الشروع بعد التفكير في الجريمة و التحضير لها قد يتجه الجاني نحو تنفيذها بالفعل و يقال عندئذ بأنه شرع فيها و لكن فعله لا يصل إلى مرحلة التنفيذ الكامل للجريمة، و في هذه الحالة يعتد القاضى  بفعل الجاني و يجرمه في الجنايات و بعض الجنح و عليه فإن تعريف الشروع بوجه عام هو من جرائم الخطر و ليس من جرائم الضرر لأن النتيجة لم تتحقق بمفهومها المادي بل المدلول القانوني أو بمعنى آخر هو حاول ارتكاب الجريمة ولا يعد شروعاً في الجريمة مجرد التفكير فيها،  أو التصميم علي ارتكابها،  ويعد المتهم شارعا سواء استنفذ نشاطه ولم يستطع رغم ذلك إتمام الجريمة وفكرة ارتكاب الجريمة على ذهنه و يراود نفسه بين دوافع الإقدام على الجريمة و تركها وهذا فى تقدبرى كان محور تفكير الصبى الجانى خاصة وان هناك كثيرا من التنازعات الداخلية التى كان يعيشها وقتها فعلاقة الرحم والدم وصلة القرابة والاحساس الداخلى بذلك هو اكبر صراع كان يممن ان يحول الامر الى غير ما صار عليه !!وقد زكرت انفا ان مراحل الجريمة تبدا بالتفكير و يراد به مرحلة النشاط الذهني و النفسي الذي يدور داخل شخصية الجاني فتطرأ فكرة ارتكاب الجريمة على ذهنه و يراود نفسه بين دوافع الإقدام على الجريمة و دوافع الإحجام عن اقترافها و بعدها يعقد الجاني العزم على ثم مرحلة التحضير للجريمة وادواتها وطريقة ارتكابها والحرض على تضيع معالمها وعدم اكتشافها ثم مرحلة الشروع والتفيذ وكل هذه المراحل فى اعتقادى تحتاج لوقت واعداد جيد وهى مراحل فى اعتقادى تنمو مع السلوك التربوى فالتفلتات الاسرية والاهمال فى التربية وعدم المراقبة فى ضبط حركة الابناء حسب سنين اعمارهم الممرحلة تجعل مثل هذا الحدث مهيأ له الظروف والمساعدات وبالتالى لايتم اكتشاف الحدث الا فى المرحلة الاخيرة وهى مرحلة التنفيذ التى يقع الفارس فيها على الراس ونتحسر على ماحدث ونبكى بحرقة عن تقصيرنا والثقة الزائدة فى تربية الابناء فالحادثة المؤلمة لها مؤشرات خطيرة وبها تعقيدات ومسائل حساسة قد لا تنتهى بحد شرعى لقاتل وترحم على مقتول بل يظل اثرها المؤلم يمتد لاكثر من عشرات الاسر ويبقى النزيف مستمر على هذا السلوك الاجرامى المحزن .

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *