:

إضاءة الخميس 25 أغسطس 

top-news
شركة شحن

 

 ( إضاءة على إضاءة :
 زمان شن قلنا !)


بقلم : طه النعمان
في يوم الخميس 6 فبراير 2020 صدرت زاويتنا اليومية بأخيرة الغراء  "المرحومة ورقياً" جريدة ( آخر لحظة) تحت العنوان المتسائل أدناه : " ثم ماذا بعد عنتيبي ؟!" و رأى زملاء و أصدقاء لنا طالعوا المقال/ الإضاءة: أنني أغرق في التشاؤم و أظلل صبح الثورة البهير بسواد داكن.. و لم يكن ذلك حتماً قصدي .. لكن القراءة الموضوعية لتطورات الأحداث و التأمل المتريث و الصدق الواجب  -مهنياً و أخلاقياً- كانت تقودني مجتمعة، بالرغم مني، للصدع بكل تلك الرؤى التي صغناها في شكل أسئلة مشروعة .. حتى لا نتهم باستباق الأحداث و النتائج.. فلنقرأ اليوم و نرى أين نحن من الإجابة على كل تلك التساؤلات .. التي تمحورت الآن في شكل أزمة مستحكمة و أسئلة مستجدة لا يملك أي من الفرقاء إجابة حاسمة عليها :
 ++++
ثم ماذا.. بعد "عنتيبي"؟!

* المفاجأة الصادمة الثانية، التي تولى كبرها الجنرال عبد الفتاح البرهان بلقائه السري مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتينياهو، بعد أيام قليلة من الصدمة الأولى التى أقدم عليها الدكتور حمدوك بلقائه الغامض بالدكتور غازي صلاح الدين أحد أبرز رموز الإنقاذ والإخوان السياسية والتنفيذية.. يضع البلاد والعباد جميعهم، بقواهم الاجتماعية والسياسية الحية أمام مشهد بل "مأزق" جديد، عنوانه الأبرز والأهم هو "سودان ما بعد ثورة ديسمبر"! 
* ولكي نكون صادقين مع أنفسنا ومع الغير..فإن اللقاءين شكلا نقلة نوعية في مجمل صورة الثورة، التي تهيأ للبعض أنها "انتصرت"، بمجرد إزاحة المخلوع البشير وأعوانه من سدة الحكم بانقلاب قصر عسكري نفذته لجنته الأمنية العليا التي أعلنت ( انحيازها الأول) للشعب المنتفض بقيادة الجنرال ابنعوف، و (انحيازها  الثاني) بقيادة الجنرال البرهان بإبعاد  الجنرالات الأفقع لوناً  في  انتمائهم الإخواني والإنقاذي..
*  وكنا منذ البداية وعبر هذه الزاويه نؤكد ونكرر إن ما جرى لم يكن ثورة مكتملة القوام، بل هي ثورة منقوصة، قطع طريقها انقلاب اللجنة الأمنية، الذي لم ير بأساً في تشكيل مجلسه العسكري الإنتقالي ليحكم البلاد لفترة انتقالية يقررها هو و يُجري بعدها انتخابات بمعرفته وتحت إدارته، لولا تدخل المجتمع الإقليمي - الأفريقي بالذات - والدولى الذي ساند حراك الشارع السوداني وإصراره وتضحياته من أجل دولة مدنية ديمقراطية، فارتضي العسكر، بعد تفاوض طويل وعسير، بصيغة لتقاسم السلطة استحوذوا  فيها على كل مراكز القرار والقوة المادية في الدولة - عسكريا وأمنيأ وشرطيا- وتركوا شؤون الادارات و الوزارات المدنية للحكومة التنفيذية، التي بات وضعها أشبه "بحكومة تصريف أعمال" من كونها سلطة تملك إرادة سياسية حاسمة، خصوصاً في القضايا المفصلية و القضايا الكبرى ، كالسلام وإعادة بناء القوات المسلحة الوطنية الموحدة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والشرطية و كل ما يتصل بالأمن القومي
* ولتبسيط الصورة فنحن أمام "حكومة أفندية تعمل تحت نظام عسكري مُموّه" يتحكم به المُكون العسكري في مجلس السيادة.
* والحال هذا، فإننا نعيش واقعا مضطرباً ولا منطقياً ومشوشاً.. مكّن أعداء الحرية والتغيير من الخارج والداخل من إنجاز  اختراقين متزامنين، الأول استهدف ضرب وحدة الحكومة المدنية مع حاضنتها السياسية" قوى الحرية والتغيير" بلقاء "غازي - حمدوك".. و استهدف الثاني جر السودان، كحلقة رخوة، ليصبح جزءً من مشروع ترمب - نتنياهو أو (صفعة القرن) لتصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وللأبد.. تمهيداً لوضع المنطقة العربية- الأفريقية والشرق الأوسط برمتة تحت الهيمنة الأمريكية-الصهيونية والتحكم بالموارد والثروات المهولة التي تنطوي عليها المنطقة.
* والحال هذا، نعود لنطرح أسئلة: (ثم ماذا بعد).. التي هي عنوان هذه  " الإضاءة" و نترك الإجابة عليها للأيام ولفطنة القارئ على السواء:
* لماذا اتخذ البرهان قرار اللقاء مع نتنياهو و ما هي الجهات الأخرى، في الداخل و الخارج، التي رتبت له، غير يوغندا "الراعي الرسمي" ذات الدور المعلن؟ 
* لماذا قرر البرهان تجاوز الحكومة و مجلس الوزراء، ولم يتفضل عليهمً حتى بالإخطار، كما فهمنا من تصريحات "الناطق الرسمي" باسمها؟
* هل يقتصر دور قوى الحرية والتغيير على الرفض الإعلامي المعلن للقاء ونتائجه، وهل في مقدورها أن تتخذ أي إجراءات عملية لإجهاض الخطوة أو عقابية ضد رئيس مجلس السيادة، لخرقه الوثيقة الدستورية؟
* هل ننتظر من رئيس الوزراء بوصفه - الممثل الأعلى للشرعية الثورية- أي موقف معلن تجاه خطوة البرهان وإلغاء آثارها التنفيذية؟
* هل تمثل هذه (الفركشة) العملية للشراكة - حتى في أخطر القرارات - مشروع انقلاب عسكري بمساندة أمريكية- إسرائيلية؟!!
* دعونا ننتظر لنرى.. ونتمنى أن لانرى اليوم الذي نضطر فيه لإعلان يشبه صرخة سعيد صالح في مدرسة المشاغبين: "الزِناتي اتهزم يا رجّالة"!!

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *