:

لكل جوادٍ كبوة !

top-news
شركة شحن

إضاءة الأحد 4 سبتمبر

بقلم : طه النعمان 

كتب أحد رواد الفيسبوك ويدعى عبدالله أحمد علي النور " بوستاً" يرد فيه على تصريح لوزير المالية جبريل ابراهيم لكل من قناتي الجزيرة و سودانية 24 قال فيه: الشارع تراجع بشكل كبير و  ملّ الناس الخروج و تكشفت لهم أمور كثيرة.. و مثل قول جبريل هذا هو مما لا يستحق الرد..لكنني تداخلت معلقاً على ما كتبه عبدالله الذي استعاد صرخة الطيب صالح الأشهر في العالمين و في وجه "الانقاذ": هل مازالوا يتحدثون عن الرخاء و الناس جوعى ، و هل مازلوا يتحدثون عن الأمن والناس في خوف، ويكممون الخرطوم و ينيمونها منذ العاشرة كطفلة باكية حزينة.. من أين أتى هؤلاء ؟!!
 وجدتني أتداخل مع عبدالله و انا من محبي الطيب صالح و أصدقائه الكُثر بهذه "الإضاءة" التي قد تغضب البعض، و ربما السبب في ذلك أنني استمعت منذ أيام قليلة مضت لقول للمرحوم الطيب يناقض تلك الصرخة الشهيرة..تداخلت و في خاطري الهَدْي النبوي الشريف : " الحسنة بعشر أمثالها و السيئة بمثلها " أي بواحدة..لكن أمانة التاريخ و الموضوعية يجب أن تأخذ مجراها حتى مع من نُحب :
+++++ 
 * لكن مما يؤسف له أخي عبدالله أن أخانا الحبيب الطيب صالح رحمه الله و عفا عنه قد سجل زيارة للسودان في آواخر عمره. مسح خلالها - تقريباً - قوله الماثور هذا : "من أين أتى هؤلاء ؟! " الذي سارت بذكره الركبان  واصبح نشيد الانشاد على ألسنة السودانيين كلما أرادو شجب الانقاذ.
  * بعد تلك الزيارة المريبة التي دُبرت له بليل و شملته ضمن آخرين من أقرب أصدقائه بينهم أستاذنا و صديقنا الراحل محمد الحسن احمد رحمه الله و د. محمد إبراهيم الشوش و دبلوماسي أديب ارتبط بالطيب و صادقه على مدي سنوات.. و رافقتهم خلالها شخصياً معظم الوقت إلا قليلا.. فقال فيها كلاماً متهافتاً - لم أحضر لحظة تسجيله - عن البشير بعد لقائه معه ضمن برنامج الزيارة ؛ قال ما معناه : إن البشير يشبه أهلنا السودانيين.. رجلٌ في غاية التواضع ، لا يشبه الحكام المستبدين .. يشبه  أعمامنا و أخوالنا..إلخ القول المُقرِّظ و المُستحسِن - يمكن مراجعة نص التسجيل الفيديو . 
 * فكانت تلك  خاتمة لا يستحقها من هو في مقام الطيب ، و بعد عقود من منافحاته  المُفحمة البليغة من أجل الوطن و تجنيد قلمه البديع و لسانه الذرب دفاعاً عن حقوق شعبه و وطنه في الحرية و الكرامة.. منافحات أضافت لمعارضة النظام قيمة مضافة حقيقية على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، لما للطيب من وزن كأديب عالمي مرموق.. خصوصاً بعد أن أقصى النظام أدب الطيب صالح - عقاباً له - من مناهج التعليم السودنية .
 * رحم الله الطيب و غفر له تلك العثرة و "زلة اللسان" العابرة في أواخر سني عمره ، و التي يتجاهلها الناس عندما يأتون على ذكره ، ربما مدفوعين برغبة نفسية دفينة للحفاظ على صورة الرجل العملاق الأيقونة نظيفة من أي خدش.
* لكن ، مع ذلك ، تبقى تلك الواقعة للأسف ، مسجلة في ذاكرة التاريخ و مضابط سيرته المضيئة في عمومها .. في انتظار من يُفسر لنا السر وراء تلك الواقعة "المفارقة المفاجئة" و الوحيدة .. التي تذكرنا بحادثة مماثلة تتصل بالشاعر و الأديب الشامخ صلاح أحمد ابراهيم عليه الرحمة بعد زيارته الشهيرة للجنوب أيام " الحرب الجهادية" في أواخر سني عمره أيضاً ، والتي عاد بعدها يثني على " وطنية الانقاذ" الأمر الذي رفع حواجب كثيرين من محبيه و عشاق قصيده و روحه المبادرة بالدهشة !
نعم.. صدق من قال "لكل جواد كبوة " !!

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *